منتديات شعور عاشق
السلآم عليكم
مرحبا بك زائرنا العزيز
يشرفنا الانضمام الينا
للتسجيل اضغط (تسجيل)


"ادارة المنتدى"
منتديات شعور عاشق
السلآم عليكم
مرحبا بك زائرنا العزيز
يشرفنا الانضمام الينا
للتسجيل اضغط (تسجيل)


"ادارة المنتدى"
منتديات شعور عاشق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات شعور عاشق للعشاق فقط والمحبين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدردشه شبكه ومنتديات سوفت ابو شهاب
المواضيع الأخيرة
» " مريم " تتنفس الصعداء بشفائها من مرض السكري
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 25, 2014 4:17 pm من طرف روينا

» مجموعة برامج مميزه لنظام التشغيل اندرويد
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالأحد مايو 19, 2013 4:25 am من طرف msmm

» برنامج مدير الاتصالات لاجهزة الجيل الثالث معرب كاملا .
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالأحد مايو 19, 2013 3:43 am من طرف msmm

» برنامج شات الفيس بوك Facebook chat لاجهزة s40 مثل x3 , x2 ,7230
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالأحد مايو 19, 2013 3:15 am من طرف msmm

» برنامج fring 4.4.10 برنامج مكالمات مجانيه ودردشه مجانيه
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالخميس يناير 03, 2013 2:58 pm من طرف mina.anter

» تحميل اضافات السمايلات 3D رابط مباشر لاتندم ابدا 2011
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 27, 2011 5:23 am من طرف اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ

»  اسم البرنامج Circle Dock إصدار البرنامج 1.5.5
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 26, 2011 8:43 pm من طرف اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ

» >>[ Desktop Icon Toy 4.0 ]<< حمل وخلي ايقوناتك تركص ركص الخشابه
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 26, 2011 8:33 pm من طرف اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ

» برنامج رائع لتصميم الديكورات والدهانات الخاصه بالمباني
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 26, 2011 8:17 pm من طرف اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط >.صَبايا وشباب العامريه. على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات شعور عاشق على موقع حفض الصفحات

 

 أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ
مُـﮯدير عامـﮯ
مُـﮯدير عامـﮯ
اݦبڒاطور͠ زمِاّنيـﮱ


عدد المساهمات : 153
الرتبه : 5851
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 29

بطاقة الشخصية
منتدى ...صبايا وشباب العامريه:
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى Left_bar_bleue0/0أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى Empty_bar_bleue  (0/0)

أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى   أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 06, 2011 5:07 am

بداية القصة.

إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، وعندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: ?وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? [النمل: 93].
وقد بدأت قصتي مع هذه السلسلة من الأبحاث عندما كانت تستوقفني آيات من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمية وما يجدُّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدَّث عنه القرآن بمنتهى الوضوح والدقّة والبيان!
عندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة «فضاء»، وذلك لظنّهم بأن الكون مليء «بالفراغ». ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً محكماً ومترابطاً، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو «بناء».
إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمّعاتها تشكّل لبنات وأساس هذا البناء، وتشترك هذه المجرات مع الغبار الكوني والدخان الكوني لتشكيل بناء شديد الإتقان.
كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة لم نعهدها من قبل مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات بعضها ببعض.
لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضاً، فالصور التي رسمتها أجهزة السوبر كمبيوتر أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزيّن العقد! لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.
وفي كل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث العلمية التي تطالعنا بها كل يوم مواقع الإنترنت والمجلات والصحف العلمية.


تطابق مذهل

ما أكثر الآيات التي استوقفتني طويلاً، فوقفتُ أمامها خاشعاً في محراب جلالها وجمالها، متأمِّلاً دقّة بنائِها وإحكامها، وروعةَ أسلوبها وسحرها، ومتدبِّراً دِلالاتها ومعانيها، ومتفكِّراً في عجائبها وعلومها ومعجزاتها.
كيف لا أقف هذا الموقف وأنا أمام أعظم وأجمل وأروع كتاب على الإطلاق، ألا وهو الكتاب الذي وضع الله تعالى فيه علمَه فقال: ?لكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً? [النساء: 166].

شكل (1) عندما ننظر إلى السماء من خلال المناظير المكبرة (التليسكوبات) نرى بناء محكماً من النجوم والغاز والغبار والدخان، وتظهر النجوم بألوان زاهية تزين السماء. فتأمل عظمة هذا البناء الكوني، وتأمل أيضاً كيف تحدث القرآن عنه بقوله تعالى: ?أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا? [النازعات: 27-28].

javascript:emoticonp('lol!')

شكل (2)تأمل معي أخي القارئ عظمة البناء الكوني، ملايين الملايين من النجوم والمجرات والدخان الكوني جميعها يَملأ أرجاء الكون، فلا تجد أي فراغ أو خلل أو اضطراب ألا يدل ذلك على عظمة خالق الكون سبحانه وتعالى؟ يقول تعالى: ?الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ? [الملك: 3-4].

إنه علم الله الذي يعلم أسرار الكون والذي أودع في كتابه هذه الأسرار، وقال عنه: ?قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? [الفرقان: 6].
والعجيب جداً أن القرآن الكريم تحدث بدقة فائقة عن حقائق كونية نراها اليوم! والدلائل التي سنشاهدها ونلمسها في هذا البحث العلمي هي حجّة قوية جداً على ذلك.
سوف نضع أقوال أهم الباحثين والمكتشفين على مستوى العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون بها أبحاثهم، ومن على مواقعهم على الإنترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى ويتأمل هذه الأقوال مباشرة. ونتأمل بالمقابل كلام الله الحقّ عزّ وجلّ، ونقارن ونتدبّر دون أن نحمِّل هذه الآيات ما لا تحتمله من التأويلات أو التفسيرات.
سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم اليوم وبين ما تحدث عنه القرآن قبل قرون طويلة. ولكن قبل التعرف إلى هذه الحقائق لا بدّ أن نقف على أحد الانتقادات المزعومة التي تُوجَّه للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة.


هجوم على الإعجاز العلمي

صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءل أصحابُها: إذا كانت هذه الحقائق العلمية والكونية موجودة في القرآن منذ 1400 سنة، فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقولون إن القرآن قد سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحمّلون النص القرآني ما لا يحتمل من التأويل والتفسير؟
والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هُمْ مَن سيرى هذه الحقائق الكونية، وهم من سيكتشفها.
لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? [فصلت: 53].
هذه الآية الصريحة تخاطب أولئك الذين يشكّكون بالقرآن، وأن الله سيريهم آياته ومعجزاته حتى يدركوا ويستيقنوا أن هذا القرآن هو الحق، وأنه كتاب الله تعالى. ويخاطبهم أيضاً بل ويناديهم بقوله تعالى: ?أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً? [النساء: 82].
إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر أي من عند غير الله تعالى، لرأينا فيه الاختلافات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً للعلم الحديث ولا يناقضه أبداً، فهذا دليل علمي على أنه صادر من الله تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منَزّل القرآن.
وهذا هو هدف الإعجاز العلمي، أن نرى في هذا القرآن التناسق في كلّ شيء، ولا نجد فيه أي خلل أو خطأ أو تناقض، وهذه مواصفات كتاب الله تعالى. بينما كتب البشر مهما أتقنها مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والاختلاف والأخطاء.
وأكبر دليل على صِدق هذه الحقيقة القرآنية أن العلماء بدءوا يغيّرون مصطلحاتهم الكونية: مثل (فضاء) إلى (بناء). إذن هم اكتشفوا أنهم مخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو أدقّ وأصحّ منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة.
ولكن القرآن المنَزَّل من الذي يعلم أسرار السماوات والأرض، أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهو القائل عن كتابه الكريم: ? لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ? [فصّلت: 42].
إن هذه الاكتشافات لو تمَّت على أيدي مؤمنين ثم قالوا إنها موجودة في القرآن إذن لشكَّك الملحدون بمصداقيتها، وقالوا بأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يردِّد كلمات هذا القرآن وهو لا يشعر!! وفي هذا إعجاز أكبر مما لو تمَّ الاكتشاف على أيدي المؤمنين.
ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالباً ما تخاطب الملحدين البعيدين عن كتاب الله والمنكرين لكلامه تبارك وتعالى. فالمؤمن يؤمن بكل ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وهذه الحقائق العلمية تزيده يقيناً وإيماناً بخالق هذا الكون ومبدعه وهو القائل عن إبداع خلقه: ?صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ? [النمل: 88].
أما الملحد الذي ينكر القرآن ولا يؤمن برسالة الإسلام، فيجب عليه أن ينظرَ ويتأمَّلَ ليصل إلى إيمان عن قناعة، وليدرك من وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصدق خاتم النبيّين عليه أفضل الصلاة والتسليم.


عظمة الكون

هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هذه المجرات أو "اللبنات" مئات البلايين!! وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما ال 95 بالمئة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.
إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متراً تقريباً، وهو يقطع في سنة كاملة 9.5 تريليون كيلو متراً تقريباً، والمجرَّة التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلى بليون سنة! خلال هذا الزمن يقطع ضوء هذه المجرة مسافة قدرها 9.5 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!




شكل (3) الكون كما يظهر بالأجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الخالق تبارك وتعالى. إنه بناء مُحكم لا وجود فيه للخلل أو الفراغ أو الفروج والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة لمزيد بالخالق تبارك وتعالى والخوف من عقابه، كيف لا وهو القائل عن عباده المؤمنين: ?الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? [آل عمران: 191].




شكل (4) المجرات تزيّن الكون كما تزين اللآلئ العقد: في هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بألوانها الحقيقية تماماً كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ? [ق: 6].








الكون لبنات بناء

والآن سوف نستعرض مثالاً على كلمات ردّدها علماء غربيّون حديثاً، وهي موجودة في القرآن قبل مئات السنين! ففي أحد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي يصرّح مجموعة من العلماء بأنهم يفضّلون استخدام كلمة [لبنات بناء من المجرات] بدلاً من كلمة [مجرَّات]، ويؤكدون أن الكون مزيَّن بهذه الأبنية تماماً كالخرز المصفوف على العقد أو الخيط!!
ففي هذا البحث يقول الدكتور بول ميلر مكتشف النسيج الكوني وزملاؤه، يقولون بالحرف الواحد:
"إن المجرات الأولى، أو بالأحرى لبنات البناء الأولى من المجرات، سوف تتشكل في خيوط النسيج. وعندما تبدأ ببث الضوء، سوف تُرى وهي تحدّد مختلف الخيوط غير المرئية، وتشبه إلى حد كبير الخرز على العقد".


السَّماء بناء

وبعد أن أبحرتُ في الكثير من المقالات والأبحاث العلمية والصادرة حديثاً حول الكون وتركيبه، تأكدتُ أن هذا العالِم ليس هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميع العلماء يؤكدون حقيقة البناء الكوني، ولا تكاد تخلو مقالة أو بحث في علم الفلك من استخدام مصطلح [بنية الكون]. وهذا يدل على أن العلماء متفقون اليوم على هذه الحقيقة العلمية، أي حقيقة البناء. وذهبتُ مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتَّشتُ عن كلمة ?بناء?، وما هي دلالات هذه الكلمة.
وكانت المفاجأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسّماء في قوله تعالى: ?اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? [غافر: 64]. وفي آية أخرى نجد قوله تعالىً: ?الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً? [البقرة: 22].
وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع الميلادي، ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموها بحرفيتها بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟! يقول تعالى: ?قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ? [يونس: 101].


لآلئ تزيِّن العقد!

عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني فسارعوا لإطلاق مصطلح [البناء] على هذا الحشد الضخم من المجرات والدخان والغبار، ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ!


شكل (5) تمثل المادة المظلمة أكثر من 95% من حجم الكون، هذه المادة لا نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق على العلم بتسمية السماء ?بناء? وليس كما يسميها العلماء "فضاء".



شكل (6) مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم، وتبعد أكثر من 130 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا البناء: ?وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا? [الشمس: 5].

وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
"إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد".
إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه. لقد وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!
والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمُّل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!!
يقول تعالى: ?أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ? [ق: 6]. والفروج في اللغة هي الشقوق.
واليوم نحن نشاهد من خلال الصور البناء الكوني كما ظهر للعلماء في أضخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.
إذن تأمل معي قول العلماء بأن السماء بناء، ومزينة، ولا فروج أو فراغ فيها، وتأمل كذلك قول الله تعالى: ?أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ?، ألا تصور لنا الآية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بأحدث الأجهزة؟
وتأمل أيضاً أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل، وكيف تُزيّن السّماء كما تزين اللآلئ العقد! حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ، وبما يتطابق تماماً مع النص القرآني الكريم.


كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!

وسبحان الذي أنزل هذا القرآن! الحقُّ تعالى يطلب منهم أن ينظروا إلى السماء من فوقهم، ويطلب منهم أن يبحثوا عن كيفية البناء وكيف زيَّنها، وهم يتحدثون عن هذا البناء وأنهم يرونه واضحاً، ويتحدثون عن شكل المجرات الذي يبدو لهم كالخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستخدمون نفس كلمات القرآن!
ففي المقالات الصادرة حديثاً نجد هؤلاء العلماء يطرحون سؤالاً يبدءونه بنفس الكلمة القرآنية: «كيف تشكل البناء الكوني». ويستخدمون نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة «كيف» ولو قرأنا هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عنه الآية: ?كَيْفَ بَنَيْنَاهَا?!
حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تُمنح تباعاً في سبيل الإجابة عن سؤال طرحه القرآن قبل أربعة عشر قرناً، أليس هذا إعجازاً مبهراً لكتاب الله تعالى؟!
ولكن الذي أذهلني عندما تأملتُ مشتقات هذه الكلمة أي كلمة ?بناء?، أن المصطلحات التي يستخدمها العلماء وما يؤكدونه في أبحاثهم وما يرونه يقيناً اليوم، قد سبقهم القرآن إلى استخدامه، وبشكل أكثر دقة ووضوحاً وجمالاً.
ولو بحثنا في كتاب الله جلّ وعلا عن الآيات التي تناولت بناء الكون، لوجدنا أن البيان الإلهي يؤكد دائماً هذه الحقيقة أي حقيقة البناء القوي والمتماسك والشديد. يقول تعالى: ?أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا? [النازعات: 27].
والعلماء يؤكدون أن القوى الموجودة في الكون تفوق أي خيال. ويمكن للقارئ الكريم الرجوع للمراجع في نهاية البحث لأخذ فكرة عن ضخامة القوى التي تتحكم بالكون. وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى هذه القوى من خلال كلمة ?أَشدُّ?، والتي تعني القوة والشدة.
بل إن الله عزّ وجلّ قد أقسم بهذا البناء فقال: ?وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا? [الشمس: 5]. والله تعالى لا يُقسم إلا بعظيم.
وهذا هو أحد علماء الغرب يؤكد أن الكون بأكمله عبارة عن بناء عظيم فيقول:
«إن من أكثر الحقائق وضوحاً حول الكون أنه يُظهر غِنىً في البناء على كافة المقاييس من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى تجمعات المجرات والتجمعات المجرية الكبيرة الممتدة لعدة مئات من الملايين من السنوات الضوئية».


الإعجاز العلمي أرقى أسلوب لخطاب الملحد

هؤلاء العلماء ينكرون كلام الله تعالى وهو القرآن، ويقولون إنه من صنع محمد صلى الله عليه وسلم!!! وربما لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، لأنهم في حالة تخبّط واختلاط. والعجيب أن الله تعالى يصف حالهم هذه في قوله عزّ وجلّ: ?بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ?[ق: 5]. أي أن هؤلاء المكذبين بالقرآن وهو الحقّ، هم في حيرة واختلاط من أمرهم وفي حالة عدم استقرار.
وعلى الرغم من ذلك يدعوهم الله تعالى في الآية التالية مباشرة للنظر والتأمل في كيفية بناء وتزيين الكون، ويؤكد لهم أنه هو الذي بنى هذه المجرات وهو الذي جعلها كالزينة للسماء، يقول تعالى: ?كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا?، بل ويسخر لهم أسباب هذا النظر وأسباب هذه الاكتشافات، وذلك ليستدلوا بهذا البناء على الباني سبحانه وتعالى.
وليَخرجوا من حيرتهم وتخبُّطهم ويتفكروا في هذا البناء الكوني المتناسق والمُحكم، ليستيقنوا بوجود الخالق العظيم تبارك وتعالى. والسؤال: أليست هذه دعوة من الله تعالى بلغة العلم للإيمان بهذا الخالق العظيم؟
إن الدين الذي يتعامل مع غير المسلمين بهذا المنهج العلمي للإقناع، هل هو دين تخلف وإرهاب، أم دين علم وتسامح وإقناع؟!! ألا نرى في خطاب الله تعالى لغير المسلمين خطاباً علمياً قمَّةَ التسامح حتى مع أعداء الإسلام؟ أليس الإعجاز العلمي أسلوباً حضارياً للدعوة إلى الله تعالى؟
إذا كان الإعجاز العلمي والذي هو الأسلوب الذي تعامل به القرآن مع أعدائه ودعاهم للنظر والتدبر، إذا كان هذا الإعجاز كما يقول بعضهم وسيلة غير ناجحة للدعوة إلى الله تعالى، إذن ما هي الوسيلة التي نخاطب بها الملحدين في عصر العلم والمادة الذي نعيشه اليوم؟
يقول تعالى: ?ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ? [النحل: 125].


في رحاب تفسير هذه الآية

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره لمعنى البناء: "وقوله عز وجل: ?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا? يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت المنكرون قدرتننا على إحيائهم بعد بلائهم، ?إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا? فسوَّيناها سقفاً محفوظاً، وزيَّناها بالنجوم؟ ?وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ? يعني : وما لها من صدوع وفتوق".
وقال الإمام القرطبي في قوله تعالى: ?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ? "أي نظر اعتبار وتفكر وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة ?كَيْفَ بَنَيْنَاهَا? فرفعناها بلا عمد ?وَزَيَّنَّاهَا? بالنجوم ?وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ? جمع فرج وهو الشقّ. وقال الكسائي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق".
وفي تفسير الطبري رحمه الله تعالى نجده يقول: "القول في تأويل قوله تعالى: ?وَالسَّمَاءَ بِنَاءً?، قال أبو جعفر: وإنما سميت السماء سماءً لعلوِّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماة. ولذلك قيل لسقف البيت: سماوة، لأنه فوقه مرتفع عليه. فكذلك السماء سميت للأرض سماء، لعلوِّها وإشرافها عليها. وعن قتادة في قول الله: ?وَالسَّمَاءَ بِنَاءً? قال: جعل السماء سقفاً لك".
ونتساءل الآن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم الله تعالى من هذه الآيات، هو ما يكتشفه العلماء اليوم؟ أليست المادة تملأ الكون؟ أليست النجوم والمجرات كالزينة في السَّماء؟ أليست هذه السماء خالية من أي فروج أو شقوق أو فراغات؟ وهذا يؤكد وضوح وبيان النص القرآني وأن كل من يقرأ كتاب الله تعالى، يدرك هذه الحقائق كلٌّ حسب اختصاصه وحسب معلومات عصره.


تطور الحقائق العلمية

في القرن السابع الميلادي عندما نزل القرآن الكريم، كان الاعتقاد السائد عند الناس أن الأرض هي مركز الكون وأن النجوم والكواكب تدور من حولها. فلم يكن لأحد علم ببنية الكون أو نشوئه أو تطوره. لم يكن أحد يتخيل الأعداد الضخمة من المجرات، بل لم يكن أحد يعرف شيئاً عن بنية هذه المجرات.
وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، عندما بدأ العلماء بالنظر إلى السماء عبر التليسكوبات المكبرة، وتطور علم الفضاء أكثر عندما استخدم العلماء وسائل التحليل الطيفي لضوء المجرات البعيدة. ثم بدأ عصر جديد عندما بدأ هؤلاء الباحثون استخدام تقنيات المعالجة بالحاسوب للحصول على المعلومات الكونية.
ولكن وفي مطلع الألفية الثالثة دخل علم الفضاء عصراً جديداً باستخدام السوبر كومبيوتر، عندما قام العلماء برسم مخطط للكون ثلاثي الأبعاد، وقد كانت النتيجة اليقينية التي توصل إليها العلماء هي حقيقة أن كل شيء في هذا الكون يمثل بناءً مُحكماً.
ولكن الذي استوقفني طويلاً قوله تعالى يصِف هذه النجوم: ?وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ? [فصلت: 12]. وقد أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها. لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وهو «المصابيح»، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: ?وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ? [فصلت: 12].
تأمل عزيزي القارئ هذه النجوم التي سماها العلماء "بالمصابيح" ولكن القرآن قد سبقهم إلى هذا الاسم قبل ذلك في قوله تعالى: ?َزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ? [فصلت: 12]. أليس القرآن هو كتاب الحقائق الكونية؟؟


مَن الذي علّم محمداً هذه الكلمات؟

تساؤلات نكررها دائماً في هذه الأبحاث وهو: لو كان القرآن من تأليف محمَّد عليه صلوات الله وسلامه، إذن كيف استطاع وهو النبيُّ الأميُّ أن يطرح سؤالاً على الملحدين ويدعوهم للنظر في كيفية بناء الكون؟
وكيف حدَّد أن النجوم تزيّن السماء؟ ومن أين أتى بمصطلحات علمية مثل ?بناء? و ?مصابيح?!؟ بل كيف علم بأن الكون لا يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو فروج أو تفاوت؟ من الذي علَّمه هذه العلوم الكونية في عصر الخرافات الذي عاش فيه؟
إن وجود تعابير علمية دقيقة ومطابقة لما يراه العلماء اليوم دليل على إعجاز القرآن الكوني، ودليل على السبق العلمي لكتاب الله تعالى في علم الفلك الحديث.


القرآن أول كتاب يربط بناء الكون بتوسّعه

وفي كتاب الله تعالى نجد أن كلمة ?بناء? ارتبطت دائماً بكلمة ?السماء?، وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه، يقول تعالى: ?وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? [الذاريات: 47].
والعجيب أننا لا نكاد نجد بحثاً حديثاً يتناول البناء الكوني، إلا ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!! وهذا ما فعله القرآن تماماً في هذه الآية العظيمة عندما تحدث عن بنية الكون ?بَنَيْنَاهَا? وعن توسع الكون ?لَمُوسِعُونَ?.
أي أن القرآن هو أول كتاب ربط بين بناء الكون وتوسعه. ويمكن للقارئ الكريم أن يطلع على بعض المقالات في نهاية البحث من مصادرها الأساسية ليرى هذا الربط في الأبحاث الصادرة حديثاً.
وسؤالنا من جديد: ماذا يعني أن نجد العلماء يستخدمون التعبير القرآني بحرفيَّته؟ إنه يعني شيئاً واحداً وهو أن الله تعالى يريد أن يؤكد لكل من يشكّ بهذا القرآن، أنهم مهما بحثوا ومهما تطوروا لا بدّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!


القرآن يحدّد من سيكتشف البناء الكوني

هنالك إشارة مهمة في هذه الآيات وهي أنها حددت من سيكتشف حقيقة البناء الكوني، لذلك وجَّهت الخطاب لهم. ففي جميع الآيات التي تناولت البناء الكوني نجد الخطاب للمشككين بالقرآن، ليتخذوا من اكتشافاتهم هذه طريقاً للوصول إلى الله واليقين والإيمان برسالته الخاتمة.
واستمع معي إلى هذا البيان الإلهي الذي يدعو الناس لعبادة الله ويذكرهم ببناء السماء: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? [البقرة: 21-22].
كذلك يتحدث القرآن عن جحود الملحدين وكيف يذكرهم ببناء السماء: ?كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? [غافر: 63-64]. وهكذا آيات كثيرة جاء فيها الإعجاز والبيان من الله تعالى، فهل تخشع قلوبنا أمام عظمة هذا الكتاب؟ وهل نستفيد من الإعجاز العلمي لكتاب الله عزّ وجل في تعميق نظرتنا للكون من حولنا، وهل نستجيب لنداء الحق جلّ وعلا: ? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا? [محمد: 24].


والسماء ذات الحُبُك

والآن نتناول الاكتشاف الحديث جداً حول النسيج الكوني، وكيف أن المجرات وتجمعاتها تشكل نسيجاً مترابطاً كالخيوط المحبوكة، ونتناول كيف أشار القرآن الكريم إلى هذا النسيج في قوله تعالى: ?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ? [الذاريات: 7].
وسوف نرى أن القرآن يتوافق مع الحقائق العلمية الثابتة واليقينية، وأن هذا التوافق يشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى، وأنه معجز من الناحية العلمية والكونية.
وسوف نعتمد في مراجع البحث على أهم علماء الغرب الذين اكتشفوا هذا النسيج وألفوا مئات الأبحاث حوله، وعلى الأبحاث المنشورة حديثاً، والموثقة من قبل أهم مواقع الفضاء على شبكة الإنترنت مثل موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
يقول تعالى عن السماء: ?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ? [الذاريات: 7]. لقد قرأتُ هذه الآية منذ سنوات وكرّرتها مراراً في محاولة لفهم معنى ?الْحُبُكِ?، فكانت توحي إليّ هذه الكلمة بالنسيج المحبوك!


تفسير كلمة ?الحُبُك?

ولكنني رجعتُ إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ووجدتُ أن أكثرهم قد فهم من كلمة ?الْحُبُكِ? النسيج المحبوك والشديد والمحكم، وقالوا بأن قوله تعالى: ?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ? أي ذات الشكل الحسن وذات الشدة وذات الزينة وذات الطُّرُق.
فهذا هو الإمام القرطبي رحمه الله تعالى قد توسَّع في تفسيره فعدّد سبعة معاني لكلمة ?الحُبُك? الواردة في قوله تعالى: ?والسَّماء ذاتِ الحُبُك?. فهو يقول: "وفي ?الحُبُك? أقوالٌ سبعة: الأول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: الخَلْق الحسن المستوي، وقاله عكرمة قال: ألم ترَ إلى النسَّاج إذا نسَجَ الثوب فأجاد نسْجَه، يُقال منه حبك الثوب يحبِكه حبكاً، أي أجاد نسجه. قال ابن الأعرابي كل شيء أحكمتَه وأحسنت عمله فقد احتبكته.
والثاني: ذات الزينة، قاله الحسن وسعيد بن جبير. وعن الحسن أيضا: ذات النجوم وهو الثالث. الرابع قول الفراء: ?الحُبُك? تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة والماء القائم إذا مرت به الريح. الخامس: ذات الشدة، قاله ابن زيد وقرأ: ?وبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً? [النبأ: 12]. والمحبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره.
وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة، أي تشد الإزار وتحكمه. السادس: ذات الصفاقة قاله خصيف ومنه ثوب صفيق ووجه صفيق بيِّن الصفاقة. السابع : أن المراد بالطرق المجرَّة التي في السماء سمِّيت بذلك لأنها كأثر المجر".



أين هذا النسيج

ولكنني كنتُ أتساءل: أين هذا النسيج المحكم في السماء ونحن لا نرى إلا النجوم والكواكب؟ وبحثت في بعض المراجع التي تتناول علم الفلك وبنية الكون، ولم أعثر على ما يشير إلى أي نسيج وقتها.
وبقيَت هذه الآية في ذاكرتي عدة سنوات ولا أجد لها تفسيراً دقيقاً، حتى قبل أيام من كتابة هذا البحث، عندما كنتُ أتصفَّح بعض المواقع العالمية عن بنية الكون، وآخر ما وصلوا إليه من حقائق يقينية وثابتة عن السماء، وكانت المفاجأة عندما قرأتُ خبراً أطلقه المرصد الأوروبي الجنوبيمن خلال موقعه على الإنترنت عنوانه: "لمحة عن النسيج الكوني المبكر جداً".
وبعدما قرأت الأسطر الأولى من هذه المقالة أدركتُ بأن القرآن الكريم قد سبق هؤلاء العلماء بأربعة عشر قرناً إلى الحديث عن هذا النسيج الكوني وسمَّاه ?الْحُبُك?، بل إن الله تعالى قد أقسم به.


المدلول اللغوي لكلمة ?الحُبُك?

ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، فنحن أمام كتاب الله تبارك وتعالى، والقول في كتاب الله بغير علم يُهلك صاحبه ويعرِّضه لغضب الله عزّ وجلّ. وأنه لا يجوز لي أبداً أن أحمِّل هذه الآية معنىً لا تحتمله، ولا ينبغي أن أسوق نفسي باتجاه فهم جديد لهذه الآية أو غيرها من آيات الله تعالى، إلا إذا أيقنتُ حقيقةً أن الله تعالى يقصد هذا المعنى تماماً.
بل إن التسرُّع في تفسير آية من آيات القرآن بالاعتماد على نظريات علمية ربما يثبت خطؤها في المستقبل، قد يمسُّ كتاب الله تعالى، ويكون حجَّة بيد أعداء الإسلام للنيل من هذا الدين الحنيف، بهدف التشكيك في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.
لذلك كان لا بد من اللجوء أولاً إلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن، والبحث عن معاني هذه الكلمة، وهذا ما فعلته. فبعد رحلة في عالم المعاجم اللغوية، وجدتُ بأن هذه الكلمة قد جاءت من الفعل (حَبَكَ) وأن العرب تقول:
"حبك النساج الثوب" أي نَسَجَه، و(حَبَكَ) الحائكُ الثوبَ أي أجاد صنعه وشدّه وأحكمه، و?الحُبُك? هي جمع لكلمة (حبيكة) وهي الطريق.
ونرى من خلال المعاني اللغوية لهذه الكلمة أن كلمة ?الحُبُك? تتضمن معاني أساسية تدور حول النسيج والخيوط المحبوكة بإحكام والمشدود بعضها إلى بعض.
ولكن المفسرين رحمهم الله تعالى لم يدركوا أبعاد هذا المعنى لأن العصر الذي عاشوا فيه لم تتوفر لديهم علوم الفلك الحديثة، بل إن فكرة النسيج الكوني حديثة جداً لا يعود تاريخها إلا إلى بضع سنوات فقط!





شكل (7) صورة النسيج الكوني كما ظهر في أضخم عملية حاسوبية في القرن العشرين. إن الخيوط التي نراها تشبه النسيج المحبوك هي في الحقيقة بلايين المجرات التي تصطف وتتناسق بشكل محكم، وهذا ما سماه القرآن ب ?الحُبُك?، بل وأقسم بهذا النسيج فقال: ?وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ? [الذاريات: 7].




شكل (Cool صورة أخرى للنسيج الكوني، وتمثل النقاط المضيئة أماكن تجمع المجرات. وتظهر كالعُقد التي تربط الخيوط ببعضها، وكأننا أمام خيوط نسيجية مرتبطة ومحبوكة حبكاً متناهي الدقة. وتأمل عزيزي القارئ هذه الآية ?والسماء ذات الحبك? ألا تعبّر تعبيراً دقيقاً عن هذه الصورة التي كلفت ملايين الدولارات؟!







مفاجأة جديدة

لقد أيقنتُ من خلال هذا المعنى اللغوي أن شكل هذا النسيج الكوني لابدَّ أن يكون كالنسيج ذي الخيوط المتشابكة والمربوطة بعضها ببعض. وقد كانت المفاجأة الثانية عندما رأيتُ صورة هذا النسيج كما رسمته أضخم أجهزة الكمبيوتر، وكان تماماً عبارة عن خيوط مترابطة بنسيج رائع ومحكم يدل على عظمة الخالق سبحانه!
وتُظهر لنا الصور الجديدة النسيج الكوني كما رسمته أجهزة السوبر كومبيوتر لأول مرة في القرن 21 وهو يضم مئات البلايين من المجرات، وكل مجرة تضم مئات البلايين من النجوم، وتمثل النقاط المضيئة تجمعات المجرات الضخمة. وجميعها رتبها الله تعالى في هذا الكون الواسع ببنية نسيجية رائعة كالنسيج المحبوك، بل وأقسم بها فقال: ?والسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ? [الذاريات: 7]!
ولكن هذه المقالة العلمية حول ملامح النسيج الكوني لا تكفي أبداً، فقد تكون نظرية وليست حقيقة علمية، وأنا كمؤمن ينبغي أن أتأكد من أية معلومة جديدة وأتثبت من صدقها قبل أن أقتنع بها لأبني عقيدتي على أسس علمية سليمة. لذلك بدأتُ بمطالعة مئات الأبحاث حول النسيج الكوني والخيوط الكونية وجميعها صدر منذ بضع سنوات. ووجدت بأن جميع العلماء يؤكدون هذه الحقيقة بل هي من أهم الحقائق الواضحة والمؤكدة في القرن الحادي والعشرين.


مزيد من المعاني والدلالات

وبعد أن رأيتُ هذا النسيج بالمعادلات الرقمية والصور التي رسمها الكمبيوتر، أدركتُ بأن القرآن تحدّث صراحة عن النسيج الكوني الذي يفتخر علماء الغرب اليوم بأنهم هم أول من تحدث عنه.
ولكن هنالك المزيد من الدلالات والمعجزات، فقبل الشروع في تأمُّل المعاني الغزيرة التي تحملها هذه الآية ينبغي أن نتأمل أولاً ما كشفته أبحاث القرن الحادي والعشرين في مجال العلوم الكونية.
فقد لاحظ العلماء في السنوات القليلة الماضية أن كل مانراه في هذا الكون لا يشكل إلا أقل من 5 بالمئة، وأن أكثر من 95 بالمئة من الكون يتألف من مادة غير مرئية لا نبصرها هي المادة المظلمة.
ونرى من خلال الصور المادة المظلمة ويمثلها في هذا النسيج الكوني اللون الأسود، وهي المادة التي تملأ المكان بين المجرات وتسيطر على توزع المادة في الكون المرئي، وقد رسمت هذه الصورة الكونية بواسطة السوبر كومبيوتر حيث تمثل كل نقطة فيها تجمع يضم آلاف المجرات وربما الملايين، فتأمل عظمة الكون وعظمة خالق الكون سبحانه وتعالى الذي أبدع هذا النسيج الرائع!
وتذكَّر معي هنا قولَ الحقّ تبارك وتعالى: ?فلا أُقْسٍمُ بما تُبْصٍرونَ * وما لا تُبْصِرونَ? [الحاقة: 38-39]. فقد أنبأنا القرآن عن أشياء لا نبصرها بل وأقسم بها أن القرآن حقّ، ألا تتضمن هذه الآية إشارة غير مباشرة للمادة المظلمة التي يكتشفها العلماء اليوم؟


علماء الفلك يستخدمون تعابير القرآن!

ولكن السؤال: كيف استطاع علماء الغرب اكتشاف المادة المظلمة إذا كنا لا نبصرها؟ وكيف اكتشفوا النسيج الكوني؟ بل من أين جاءت هذه التسمية وهم لم يطّلعوا على القرآن؟
وهنا كان من الضروري القيام برحلة جديدة من رحلات البحث في أحدث ما وصل إليه العلماء في هذا المجال. وكانت المفاجأة المذهلة من جديد عندما قرأت تأكيداً على لسان العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج ورأوه للمرة الأولى يقولون فيه: "إننا لا نكاد نشك بأننا وللمرة الأولى نرى هنا خيطاً كونياً صغيراً في الكون المبكر".
ثم يقولون بعد ذلك بالحرف الواحد: "نحن نراه (أي هذا الخيط) في زمن عندما كان عمر الكون فقط 2 بليون سنة، الفلكيون يمكنهم أن «يروا» توزع المادة في الكون المبكر".
ولكن الذي لفت انتباهي أن هؤلاء العلماء يستخدمون كلمة "نرى" بل ويضعون هذه الكلمة ضمن قوسين للدلالة على أنها كلمة جديدة الاستخدام مع العلم أن هذه الصور التي يرونها لهذا النسيج تعود إلى 13 بليون سنة!
وبعد تفكير طويل في السبب الذي جعل هؤلاء العلماء يصرون على رؤيتهم لملامح هذا النسيج، تذكرتُ قول الحق تعالى مخاطباً هؤلاء المنكرين لكتابه المجيد: ?أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُمَا?؟ [الأنبياء: 30].
فسبحان الله!! إن الله عز وجل يقول: ?أولم يرَ? ، وهم يقولون «إننا نرى» وكأنهم يرددون كلام الله تعالى وهم لا يشعرون! والله يقول: ?الذين كفروا? وهم يعترفون بإلحادهم وعدم إيمانهم بالقرآن.
والله تعالى يحدد الزمن بكلمة ?كانتا? أي في الماضي، وهم يقولون: «الكون المبكر» والله تعالى يقول: ?رَتْقاً?.
وهم يعترفون بأنهم بدأوا برؤية أول خيط في هذا الرتق الكوني بقولهم: "خيطاً كونياً صغيراً". أليست هذه معجزة قرآنية ينبغي على كل مؤمن أن يتفكر فيها؟ بل ويفتخر بهذا الكتاب العظيم الذي هو بحق كتاب العجائب والحقائق، وليس كما يدّعون أنه كتاب أساطير وخرافات.


أفلا يؤمنون ؟

وأمام هذه المعجزة القرآنية، معجزة خطاب القرآن للكفار بأنهم سيرون هذا الرتق الكوني في بداية الكون، وهم قد رأوا هذا النسيج فعلاً من خلال أجهزتهم وحواسبهم.
أفلا يستيقنون بأن هذا القرآن هو من عند الله تعالى الذي خلقهم ويسَّر لهم هذا الاكتشاف وحدثهم عنه في كتابه قبل أن يكتشفوه بأربعة عشر قرناً! لقد اكتشفوا بداية هذا النسيج وتتراءى لهم ملامح هذه الخيوط الكونية، ولكننا نراهم يستمرون بالبحث عن هذا الرتق الكوني . لذلك نجد البيان الإلهي في هذه الآية الكريمة يسألهم: ?أفَلا يؤمنون? ؟؟؟
وكما نعلم من معاجم اللغة العربية كلمة الرتق تعني السدّ والفتق تعني الشق وكلتا الكلمتين تتضمن إشارة صريحة إلى النسيج. والسؤال: أليس هؤلاء العلماء يردّدون هذه الآية وهم لم يطلعوا عليها؟
وعندما صرح القرآن بأن الكون كان رتقاً أي نسيجاً متماسكاً كالسد المنيع، نرى علماء هذا العصر يؤكدون وبشدة أنهم يرون هذا النسيج في المراحل المبكرة من عمر الكون!!
بل إن هؤلاء العلماء لا يشكّون أبداً في وجود هذا النسيج، حتى إنهم بدأوا يتساءلون عن الكيفية التي حُبكت فيها هذه الخيوط الكونية العظمى. وتأمل معي هذا النسيج الذي رسمه الكومبيوتر على شبكة ثلاثية الأبعاد لجزء كبير من الكون المرئي ونرى فيه بوضوح أن ما نبصره في هذا الكون أقل بكثير مما لا نبصره!


حقائق علمية يقينية

والآن ينبغي علينا أن نتعرّف على الكيفية التي جعلت علماء الفلك يجزمون بهذا النسيج، بل ويجمعون على ذلك. وتبدأ القصة عندما بدأ علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولاحظوا وجود مناطق تتجمع فيها هذه المجرات بما يسمى عناقيد المجرات ووجدوا بأن هذا الكون يحوي أكثر من مئتي ألف مليون مجرة!
وعندما توفرت إمكانية الحسابات الضخمة باستخدام السوبر كومبيوتر فكَّر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللازمة إلى هذا الكومبيوتر العملاق والتي تتضمن بيانات رقمية حول موقع المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية وشدة إشعاعها، بالإضافة إلى معلومات حول التجمعات المجرية الضخمة ومعلومات أخرى تشمل أكثر من مليون مجرة.
وعندما نفّذ الكومبيوتر العمليات الرقمية كانت الصورة الناتجة تشبه النسيج، وهذا ما جعل العلماء مباشرة يطلقون عليها اسم النسيج الكوني.


والآن...

لو توجهنا اليوم بسؤال لهؤلاء العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج المعقد، وصرفوا بلايين الدولارات في سبيل رسم هذه الصورة الكونية، وقلنا لهم:
ما رأيكم أن الشيء الذي تكتشفونه في القرن الحادي والعشرين، قد تحدث عنه كتاب موجود منذ القرن السابع الميلادي!
إنهم سيسارعون للقول بأن ذلك سيكون مستحيلاً، والسبب هو أن التنبؤ بوجود بنية نسيجية للكون والحديث عن الرتق والفتق، يحتاج إلى عدسات مكبرة ومراصد تتوضع في مختلف أنحاء العالم، ويحتاج لآلاف الباحثين لرسم خرائط لملايين المجرات، وتحديد أماكنها وتحليل أطيافها.
وسوف يتطلَّب ذلك وجود أجهزة سوبر كومبيوتر عملاقة، وإلى تكاليف باهظة. وهذه الإمكانيات لم تتوفر إلا في نهاية القرن العشرين، فأنى لبشرٍ أن يتنبَّأ بنسيج كهذا؟؟
ونقول لهم نعم! إن قولكم صحيح لو كان القرآن من صنع بشر، ولكن هذا القرآن هو كلام ربّ البشر تبارك وتعالى! فهل تخشع قلوبكم أمام هذه المعجزة التي هي دليل مادي على صدق كتاب الله عز وجل وصدق رسالة الإسلام؟
إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي: ?وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ? [يونس: 37].


السماء تتكلّم

قرأت مقالة لأحد الكتّاب يهاجم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، هذا الكاتب لم يرُق له أن يكون كتاب الله معجزاً من الناحية الكونية والعلمية. فهو يستغرب من أي حقيقة كونية يتحدث عنها القرآن تكون بعيدة عن المنطق المألوف. ويقول: إن كتّاب الإعجاز العلمي يفسرون الآيات كما يحلوا لهم ويحمّلون النصوص القرآنية غير ما تحتمل من الدلالات والمعاني والتأويل.
وسبحان الله! وبعدما قرأت هذه المقالة، وكعادتي تحوّلتُ إلى بعض المواقع العلمية لمتابعة أخبار الفضاء وجديد الاكتشافات، وبينما أقلب صفحات الإنترنت ظهرت لي مقالة غريبة بعنوان "الكون الناشئ يتكلم"!!
وظننتُ بادئ الأمر أن هذا عنوان قصة من قصص الخيال العلمي أو قصيدة شعر أو قصة قصيرة، ولكن وجدتُ بأن هذا الخبر يبثه أحد أشهر مواقع الفضاء في العالم www.space.comوصاحب هذا الاكتشاف الجديد هو أحد علماء الفضاء وهو البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا.
لقد أثبت هذا العالم في بحثه أن الكون عندما كان في مراحله الأولى أي في مرحلة الغاز والغبار والحرارة العالية، أصدر موجات صوتية. وقد ساعد على انتشار هذه الأمواج وجود الغاز الكثيف الذي يملأ الكون والذي عمل كوسط مناسب لانتشار هذه الأصوات.
وقد كان هذا الاكتشاف هو نتيجة لدراسة الإشعاع الميكرويفي لخلفية الكون في مراحله الأولى بعد الانفجار الكبير.
وقلت من جديد: سبحان الله! لماذا لا يُبدي صاحبنا كاتب الهجوم استغرابه لأمر كهذا؟ وهل يملك الكون لساناً وحنجرة ليتكلم بهما؟ وليت هذا الكاتب يعلم بأن القرآن تحدث بصراحة عن هذا الأمر! بل سوف نرى أكثر من ذلك، فقد تحدث القرآن عن أشياء أكثر دقة وبعبارات مباشرة وواضحة ولا تحتاج لتأويل، سوف نأتي الآن بأقوال هؤلاء العلماء الماديين من أفواههم، ونرى في كتاب الله تعالى حديثاً عنها، ليكون هذا إعجازاً كونياً مذهلاً؟


أمواج صوتية تُسمع من بدايات الكون

جاء في هذا الخبر العلمي الذي نشرته العديد من المجلات المتخصصة والمواقع العلمية على لسان كاتب المقال وبالحرف الواحد:
"لقد توسّع الكون بسرعة بعد الانفجار الكبير، خلال فترة تدعى التضخم. فيما بعد، تابع الكون توسُّعه بشكل أبطأ مما أدى إلى تبرد الغاز وتكثفه وتشكيله للنجوم. كل هذا الوقت، ساهمت تغيرات الكثافة في تشكيل خصائص الصوت المحدد من قبل فريق ويتل".
نرى من خلال تصريحات العلماء واكتشافهم أن الكون في مراحله المبكرة أي عندما كان في مرحلة الغاز الحار، وعندما بدأت النجوم بالتشكل من هذا الغاز الكوني، أصدر الكون صوتاً استمرّ حتى أصبح عمر الكون مليون سنة، وقد أمكن تحديد مواصفات هذا الصوت واتضح بأنه هادئ ومطيع، وبعد ذلك بدأت النجوم بالتشكل.
والعجيب أنني وجدتُ بأن كتاب الله تعالى قد تحدث عن هذه الاكتشافات قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: ?قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hob7.ahlamontada.com
 
أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نصيحه لوجه الله
» اعرف مضار الكورن فلكس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شعور عاشق :: اﭰسـ↔ــام المـỖنتدى :: قسم الدين السلامي-
انتقل الى: